أ.د. صالح بن عبدالعزيز النصار
جامعة الملك سعود
تنظر كل أمة إلى إصلاح التعليم بوصفه أحد الوسائل المهمة التي تطمح من خلالها إلى بناء حياة أفضل لشعبها، ولتتملك ناصية القوة التي تجعلها أمة قائدة لا مقودة. إن كل أمة تحتاج إلى إصلاح التعليم إذا لم تحقق المدارس أو الجامعات النتائج المرغوبة؛ أو أن نظام التعليم قد أخفق في تدريب التلاميذ على أن يكونوا متعلمين جيدين وقادرين على حل المشكلات التي تواجههم؛ أو أن المتخرجين من المرحلة الثانوية أو من الجامعة لم يحصلوا على المهارات المطلوبة أو الكافية التي تؤهلهم لسوق العمل؛ أو أنهم لم يحصلوا على القدر الكافي من المعرفة التي تؤهلم لمسايرة متطلبات العصر.
ونظراً لما تشهده مملكتنا القوية من تغيرات سريعة ومتلاحقة في جميع المجالات تحقيقا لمتطلبات الأهداف الاستراتيجية لرؤية المملكة 2030، ولكي نحتل موقعاً مرموقاً في عصر السباق المعرفي والتقني ووسائل الاتصال الحديثة؛ ولكي نواكب أيضا مسارات التجديد والإصلاح العالمية للتعليم وما يلحق به، فإن الحاجة تبدو ماسّة إلى عمليات إصلاح وتطوير شاملة ليحقق التعليم الأهداف البعيدة والمتجددة لهذا الوطن، ولنرفع من كفاءة الموارد المالية والبشرية والاستخدام الأمثل لها، وليصبح أبناؤنا قادرين على التعامل مع الأسس الجديدة في هذا العصر التي تشتمل على مهارات اتصال وتواصل عالية، ومهارات تطوير وابتكار للحلول العلمية والتطبيقية لمشكلات العصر، ووعي علمي وتقني يساعد على النجاح في الحياة، وتملك لناصية لغات العصر خصوصا اللغة الإنجليزية.
وحيث إن أي فكرة جديدة أو محاولة للإصلاح والتغيير تخضع –غالباً- للمقاومة وأحيانا الرفض، فإن علينا –آباءً ومربين ومسؤولين- أن نقف الموقف الإيجابي من محاولات الإصلاح والتغيير، وألا نحكم عليها بالفشل قبل نضجها واكتمال أوجه التطوير فيها. كما يجب علينا أن نضع أيدينا في أيدي رجالات التربية والتعليم، وأن نقف معهم، ونشد أزرهم، وننصح لهم بالحسنى، وأن نعكس لهم صورة صادقة عن انعكاس هذه المشروعات التربوية على تحصيل أبنائنا، وعلى تطور مهاراتهم، وعلى تغير قيمهم واتجاهاتهم وميولهم، وأن نكون خير معين لهم بالكلمة الطيبة والرأي الصادق، وأن لاننس الطبيعة البشرية والاحتياجات المتجددة للفئات المستهدفة بالإصلاح والتطوير وهم الطلاب والطالبات، والذين تختلف احتياجاتهم المعرفية والمهارية، بلا شك، عن احتياجاتنا التي اعتدنا عليها وناسبت عصرنا السابق.
وإذا فعلنا ذلك، فسنكون، بإذن الله، أول من يجني ثمرات هذا التطوير لرفعة وطننا، وازدهار اقتصادنا، وتقدم أبنائنا، والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه.
والله الموفق
المراجع
https://faculty.ksu.edu.sa/ar/alnassar/blog/252506