القراءة والرياضة: شغف الناجحين
أ. د/ صالح بن عبدالعزيز النصار
كلية التربية/ جامعة الملك سعود“القراءة رياضة”، فهي رياضة ذهنية ممتعة وتدريب عقلي مسلٍّ. والقراءة إحدى أهم وسائل تنمية الثقافة الرياضية والمفاهيم المتعلقة بالنشاط البدني والتي هي جزء من الثقافة العامة. وكما أن الرياضي أو الممارس للنشاط البدني يمنح اهتماما أكبر بصحته ولياقته البدنية، فإن عليه أن يهتم أيضا بلياقته الذهنية والعقلية، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالقراءة والاطلاع.
والثقافة الرياضية للرياضيين والمهتمين بالرياضة والتربية البدنية مهمة وسبل تحصيلها متيسرة، لكن ينبغي ألا تكون هذه الثقافة هي الوحيدة التي يسعى الرياضي إلى تطويرها وتنميتها، بل ينبغي الحرص بجانب ذلك على تحصيل نماذج ثقافية أخرى علمية واجتماعية واقتصادية وغيرها، أو بطريقة أخرى، تنويع مصادر القراءة.
إنه لمن المؤسف أن الكتاب لم يعد الصديق المفضل لدى بعض الشباب والمهتمين بالرياضة. ناسين أو متناسين أن صحبة الكتاب ومتعة القراءة والاطلاع لا تعدلهما متعة، وأن دور القراءة في تنمية الشخصية لا يوازيه دور. كما أنه لكي نتقدم في مهننا ونطور مهاراتنا لا بد أن نقرأ، وما لم نقرأ فإن ثقافتنا ستصبح هشة أو ضحلة؛ مما ينعكس سلباً على شخصياتنا ويقلل من دورنا وفاعليتنا في المجتمع.
والقراءة كإحدى أهم وسائل تحصيل الثقافة ضرورية جداً لكل واحد كما هي للرياضي، فبالقراءة ننمي معارفنا ونوسع مداركنا ونزيد خبراتنا. كما أن للقراءة انعكاساً إيجابياً على الفرد، في أسلوب حديثه، وطريقة كتابته بل وحتى عملية تفكيره وطريقة معالجته للأمور وحله للمشكلات.
إنها دعوة للشباب الطامحين للاهتمام بالقراءة الحرة. فالقراءة نافذة مفتوحة على العالم بماضيه وحاضره، تعرفنا على كل ما فيه من قضايا ومشكلات، واختراعات ومكتشفات، وحروب وسلام، وعادات ومعتقدات، وجدة وطرافة. وكلما ازداد هذا العالم صغراً وتقارباً وتعقيداً، ازدادت حاجتنا إلى القراءة للتعرف عن قرب وكثب على العالم الصغير الذي نحن جزء منه لكي نكون مؤثرين وفاعلين لا مستقبلين سلبيين.